sourati

قبيلة المهاية

قبيلة المهاية


الحاج العيد بن مبارك بن هلال

قبيلة المهاية وعلاقتها بالشيخ سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على تمام فضله وإكرامه، وعلى سابغ إحسانه وإنعامه، وهو الذي بنعمته تتم الصالحات، وببركة عونه تتكامل الأعمال والحسنات، وهو ذو الجلال والإكرام، وذو الطول والإنعام، فله الحمد واجباً، وله الطاعة واصباً .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، الإله الحق المبين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، المبعوثُ بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإماماً للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . ذكر الصالحين ومراجعة سيرهم وتشنيف الأذان بسماع أخبارهم، مما يثلج صدور المؤمنين وينزل السكينة في قلوب الموحدين، فهم القدوة والمثل، والنموذج الأسمى في تطبيق أخلاق الإسلام . وقد كان القرآن الكريم يقص علينا أخبار الأنبياء الكرام، فنحس بالقمم الإنسانية الشامخة ترنو إلينا ، فستنهض هممنا، ويقص علينا أخبار الصالحين من غير الأنبياء، الذين كان لهم الدور الكبير في نشر كلمة لا إله إلا الله، وإعلائها وتَحَمُّلِ الأذى والصبر عليه . يقول الحق جل وعلا : ( من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .) من هؤلاء الرجال، الرجل الصالح المصلح، الناسك الورع




السيد الحاج العيد بن مبارك بن هلال، المزداد بقبيلة المهاية سنة 1915م نسب قبيلة المهاية يرجع إلى هلال بن عامر, وبالتحديد من عياض بن مشرف بن أثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر، فأصلهم عربي مواطنهم تحيط بمدينة وجدة، كتيولي والنعيمة، وعين بني مطهر وتنقسم إلى البطون التالية: أولاد سعيد، الرحامنة، السبيطيين، الشبكة، الحداحدة والمدافعيين. معروفون شرق المغرب وفي بعضهم في الجزائر وأروبا بتقواهم وصلاحهم وجهادهم مع ثورات أولاد سيدي الشيخ المتتالية ضد الإستعمار، وتمسكهم بحب شيخهم الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ رحمه الله، هناك عدة روايات ومما سمعناه عن جدنا سيدي الحاج الشيخ بن أحمد رحمه الله، وعن بعض كبار إخواننا المهاية عن قصة المهاية . " أنه كان في زمن الشيخ الولي الصالح الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد بالمكنى بسيدي الشيخ دفين مدينة الأبيض سيدي الشيخ بالجزائر، إمرأة صالحة يقال لها أما مهاية، يحكى أن الكفار أخذوا منها ولدها الوحيد ونهبوا ما نهبوه، حزنت عليه كثيرا حتى فقدت بصرها من شدة البكاء عليه. كانت تقيم خيمتها في مكان يقال له تاولاولت مع مجموعة من الرحل، ولما سمعت بقدوم سيدنا الشيخ لتلك المنطقة أسرعت في إستقباله والإلحاح على إستضافته، قبل الشيخ طلبها، كانت فقيرة الحال تملك سوى عنزة ذبحتها له ونصيب قليل من القمح طحنته وهيأت له به وجبة العشاء أكل سيدي الشيخ، وفي دعاء الختم قال لها يا أما مهاية ماذا تريدين ؟ أجابته بقولتها الشهيرة :

يا الولي يا ألي أحبك ربي العالي = شوف لهوايا لتخلينيش مهموم.
إلا أنت ولي، جيب ولدي يحي قبالي = يشفوه رجالي، كي العادة يصهل ويصول.

سيدي الشيخ: توجه لها بالدعاء، وقال يا روحانية جيبي ولد أما مهاية من كل ثناية جيبي ولد أما مهاية من بلاد الروم.
حسب الرواية: كان ولد أما مهاية في وسط الروم مسجون يخدمهم، حملته الروحانية بإذن الله تعالى وببركة دعاء الشيخ التي يقال لها ( كطاية) قطعت به البحر حتى وضعته تحت جناح سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد، نادي الشيخ يا أما مهاية هل تعرفين إبنك ؟ قالت له نعم، لكني فقدت بصري يا سيدي، وضع يده على عينيها ودعا لها فإرتدت بصيرة بإذن الله ففرحت وعرفت ولدها وضمته الى صدرها .
سيدي الشيخ حمد الله وأثنى عليه، على هذه الكرامة التي رد الله تعالى لها وحيدها،
ثم قال لها قولته الشهير ( الله يجعلكم مهاية
في مهاية، حتى تغلقوا الثناية، بصح إلا تهليتوا في جرايا، وإلا ما تهليتوش في جرايا، حصراه يا مهاية كنتوا هنايا.)

إستجاب الله تعالى دعوت عبده الصالح سيدي الشيخ، أن كثر نسل أما مهاية، وبقيت وصيتها في عقبها بأن يحترموا أبناء شيخها ( أولاد سيدي الشيخ)، ولله الحمد ما زلنا نرى ذلك في عقبها إلى يومنا هذا بفائص نيتهم في أولاد سيدي الشيخ وتعلقهم وتمسكهم بالطريقة الشيخية الشاذلية البيضاء النقية طريقة أسلافهم، جزاهم الله كل خير وأخلف عليهم خليفة الخير، كما أنهم يحتفلون سنويا بذكرى سيدي الشيخ ناحية وجدة ويعد موسمهم من أكبر المواسم في المغرب يدوم ثلاثة أيام .
شائت قدرة الله تعالى وفضله وكرمه أن يكون صاحب الترجمة من المعاصرين للولي الصالح سيدي أحمد بن الشيخ، ومن أخص مريديه الفانين في حبه.
السيد الحاج العيد كان رجلا غنيا ثريا ذا مال وجاه بين الناس، يحكى أنه كان له أكثر من 13 عامل يشتغلون عنده.

كان لا يرد السائل كلما طرق بالباب، وكان الناس الفقراء يتسارعون لمجاورته لعلمهم بأن الحاج العيد يتفقد الجيران بالهبات والصدقات والزكاة.
رغم ثرائه إلا أنه كان شديد الحب لأولياء الله الصالحين وخاصة في الشيخ سيدي بوعمامة وسيدي أحمد بن الشيخ وللزاوية وللجامع الأحمر
وكان شديد التعلق بسيدي الحاج الشيخ بشكل قل نظيره وله معه كرامات كثيرة جدا
حج وإعتمر هو وسيدي الحاج الشيخ والحاج بلحرمة من أولاد مبارك. سنة 1966م، ومن أخلاقه النادرة ومحبته لسيدي الحاج الشيخ أنه أثناء أداء فريضة الحج، عند رمي الجمرات كانت فيه الحمى أغمي عليه وسقط، ودحسه الناس بأقدامهم من شدة الزحام، فأسرع إليه سيدي الحاج الشيخ وكان قوي البدن وأخذه لمكان آمن بقي معه حتى أفاق، وقال له سيدي الحاج الشيخ ، يا أبا العيد عليك أن تركب على ظهري لتكمل الرجم، وأجابه لا يمكن هذا أبدا أتمنى إعادة الحج بدل الركوب على ظهرك، من أنا لأركب على ظهرك يا سيدي هذا لا يليق أبدا ، الله الله أخلاق وأي أخلاق و أي إحترام رحمه الله وكان الناس يسخرون منه بقولهم على مكانتك وثروتك وتزور الأولياء هذه مجرد خرافات وشعوذة، فكان يعضب من كلامهم، ويقول أنا أطمع في الله وفنهم فهم أولياؤه وأحبابهم وأخص خلقه، وكان سنويا يزور الجامع الأحمر، والزاوية وزاوية سيدي بن عبد الرحمان شيخ سيدي الشيخ، ومن شدة حبه لشيخه كان في الليلة قبل الزيارة يضع الحناء لخرفان الزيارة، وكان يقول لابد من تنظيفهم حتى تكون الزيارة مقبولة إن شاء الله.

يقول أحد الشعراء:

هذوك أولاد هلال، إلا تسول وتسال = هم خيمة الفال، وشحال فيهم نية
جاوا للجامع الأحمر، وهذا مسمن وتمر = وشاي زين مجمر، ومشاوا مع الصينية
دايرين على المبات، وكلشي أحباب وخيات = من تيولي كلشي جات، يروحوا للبرازية
جاونا نهار الحضرة ومزينهم بنظرة = المريض فيهم يبرا يحبوا البوبكريا
هذاك العيد وقدور، وطالعهم شي نور = وكلشي فارح مسرور، بالذكر والتلبية
وتعرضهم سيدي، وكان فارح يدعي = قال هذوا حبابك جدي، وأنت تكمل الباقية
سيدي رفد المعروف، والكل فارح ويشوف = قال ما تشوفوش الخوف، في المال والذريا.

كان السيد الحاج العيد عند زيارت شيخه يآمر أصحابه قبل الوصول بمسافة كلومترين بأن يتركوا السيارات ويذهبوا حافين القدمين مهللين وحامدين الله على فضله وكرمه أن أكرمهم الله تعالى بزيارة شيوخهم ورضاء الله ورضاؤهم هو المطلوب من أخلاقه النادرة أنه كان يمشي حافي القدمين في كل زيارة، وكان سيدي الحاج الشيخ يقول له ماهذا، كان يجيبه رحمه الله، أحب أن يكون العرق في بدني لتكون دعوتي مستجابة وتكون الزيارة مقبولة إن شاء الله، وكان سيدي الحاج الشيخ يقدمه في دعاء الختم تبركا كان تقريبا متقاربا في السن مع سيدي الحاج الشيخ ومع ذلك كان سيدي الحاج الشيخ يناديه بأبا العيد. من نيته ونية عائلته الفائضة يحكى مرة عند دخول حضرة سيدي الشيخ بالجامع الأحمر كانت الأودية حاملة وكانت الطريق غير صالحة وصعبة أمام المسافرين، وقالوا لسيدي أحمد بن الشخ يا سيدنا : الله أعلم لا نظن أن أحدا يأتي في هذا الجو ، فأجابهم سيدي أحمد بن الشيخ بقولته الشهيرة: ( ألي فيه النية ما يشده غيس ولا إبليس). وما هي إلا سويعات حتى قدمت فرقة المهاية الهلالات رفقة المقدم السيد عبد القادر، والمقدم السيد أحمد، والسيد الحاج العيد صاحب الترجمة .

ومن كراماته أن مرة ضاعت له الغنم في إحدى الليالي، وأتاه الرعاة مفزعين وقالوا له نذهب للبحث عنها ، قال لهم لا تفعلوا لقد أرسلت من يردها لنا إن شاء الله، وأمر كما أوصاه سيدي الحاج الشيخ بأن في كل ملمة عليك بالرفيس، وفي الصباح إذا بفارس يقود الغنم وقال لهم ها غنمكم باتت عندي وحرصتها لكم . ومن كراماته أنه قال لسيدي الحاج الشيخ أتمنى أن أدفن بجانبك فرد عليه سيدي الحاج الشيخ إن شاء الله لك ذلك، دفن بمقبرة عين بني مطهر، وشاء الله أن يسكن سيدي الحاج الشيخ في منزله الجديد سنة 1996م بابها يطل على المقبرة سبحان الله ولله في خلقه شؤون . توفي رحمه الله سنة 1978م كان عمره 63 سنة ولها دلالات وأي دلالات. وهم ولله الحمد أخوالنا، من بنت عمه جدتنا السيدة فاطنة بنت المقدم أحمد، كانت زوجة جدنا سيدي الزين رحمه الله. ترك 16 من الأولاد 4 ذكور والباقي بنات . من أبناءه البررة السيد الفارسي الهواري من السيد الحاجة التقية العفيفة مبروكة من قبيلة الحضارة ( المهاية) الذين كان لهم جاه وكانوا قياد وكانت لهم مناصب عالية، وخيرهم بين الناس جزاهم الله. على ذكر أخوال أخونا السيد الهواري بن الحاج العيد يقول الشاعر : آسيادي، جاونا الحضارة، ونحسبهم وزرا = عطا الله في السيارة، وغير الهدون يسوا مليون.

كان يوصي أولاده وأحبابه وقبيلته بسيدي الحاج الشيخ وكان يقول لهم، من أراد ربح الدنيا والآخرة عليه بالجامع الأحمر والزاوية . من وصايا سيدي أحمد بن الشيخ أنه قال: المهاية أولادي هم أولاد الدوار . سمعت من الوالدة أن مرة أن السيد حكوم بن المير دق الباب لما كنا في ( البيزانا هو منزل قرب مدينة عين بني مطهر شرق المغرب ) وأنا خرجت له، وقال لي قولي لسيدكي الهلالات ، ذهبت للوالد وقلت له الخبر، كان في بيت النوم لابس سوى كسوة خفيفة، وضع سلهامه وخرج إليهم، سلم على الحاج العيد ومن كان في رفقته وأدخلهم مباشرة في بيت نومه، بعد مدة خرج معهم وودعهم، ولما رجع، الوالدة قالت له تدخلهم في بيت نومك ؟ والبيت غير مفرش كما يجب ؟ ، قال لها ذو الهلالات ، قالت له نعم عرفتهم، قال لها : ( لو كان بإمكاني ندخلهم في قلبي وليس في البيت ). الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحب في الله لا حدود له .

اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي، بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتُبيّض بها وجهي. يا أرحم الراحمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

بحث وتحقيق خادم الطريقة الشيخية الشاذلية: المقدم حاكمي مصطفى البوشيخي بتاريخ 24-02-2017م