sourati

سنده الروحي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما


سنده الروحي رحمه الله

لقد سبق أن قلنا من ذي قبل أن سيدي محمد بن الشيخ هو الذي تولى تربية أخيه سيدي أحمد بن الشيخ الذي كان في غاية الطاعة والإمتثال كما مر بيانه . وكان قد طلب من أخيه طلبا واحدا أقره عليه وهو أن لايمنعه من زيارة الشيخ سيدي بوعمامة حينما تشد الجماعة إليه الرحال . وكانت لسيدي أحمد بن الشيخ من جهة أخرى علاقة متينة للغاية بالشيخ مولانا عبد القادر الجيلاني ، هذا الذي كان يأتيه علانية كلما نادى عليه . وقد تأكد هذا الأمر مرارا كما سنرى من خلال الحديث عن الكرامات . هكذا نلاحظ أن سيدي أحمد بن الشيخ كانت له في البداية علاقتان . علاقة مع الشيخ الجيلاني بحكم المحبة الخاصة التي ستستمر فيها بعد ثم علاقة أخرى مع الشيخ سيدي بوعمامة بإعتباره الشيخ القائم على الطريقة الشيخية طريقة أسلافه الكرام

وفي إحدى الزيارات الدورية للجماعة لزاوية الشيخ سيدي بوعمامة التي كانت بفيكيك بالزاوية المعروفة إلى اليوم ، أتى سيدي أحمد بن الشيخ برفقة أخيه مع وفد الزوار الذي جاء قادما من الصحراء حيث كانوا يقطنون . وكان هذا الأخ بدوره لازال لم يتخذ لنفسه شيخا . أما سيدي أحمد بن الشيخ فقد كان عازما أن يعتنق الطريقة القادرية عن قريب حيث كان قد اشترى سبحة وجعل بها ودعة علامة الطريقة القادرية . هكذا نرى أن كلا الأخوين كانا لم يعتنقا بعد الطريقة . أما الأول فكان لازال لم يقرر بعد ، أما الثاني فقد كان قاب قوسين من إعتناق الطريقة القادرية .

وبعد ما إنتهى الشيخ سيدي بوعمامة من إستقبال الزوار كما كانت العادة نادى الأخوين معا على إنفراد من الغير . أما سيدي أحمد بن الشيخ فقد وقف خلفه كما كانت عادته ، وأما أخوه فقد وقف بجانبه بإعتباره المخاطب . فتوجه له الشيخ سيدي بوعمامة قائلا : : ما بالك وقد بلغت هذا السن وأنت لازلت لم تشرب من طريقة أسلافك . عليك أن تبادر حتى لاتظل سهل المنال عرضة للشيطان : أماالأخ المخاطب فقد سكت . وأما سيدي أحمد بن الشيخ فقال في قراراة نفسه دون أن يلفظ بحرف واحد . : أما أنا فقد قررت أن أتخذ لنفسي الشيخ عبد القادر الجيلاني شيخا، سأشرب إن شاء الله من الطريقة القادرية عن قريب :




فأجابه الشيخ سيدي بوعمامة متوجها بالكلام لأخيه في الظاهر قائلا : لا لا، إذا أردت أن تتخذ لنفسك مشربا فعليك بالطريقة الشيخية طريقة أسلافك فإن جدك سيدي عبد القادر بن محمد شيخ الطريقة لايسمح لأي من أبنائه أن ينسلخ من طريقته ليعتنق غيرها من الطرق أيا كانت . أما الأخ المخاطب فلم يفهم شيئا من فحوى هذا التعبير الغامض دون أن يكون قد نطق بكلمة . وأما سيدي أحمد بن الشيخ فأدرك حينئذ أنه هو المخاطب في الحقيقة . فعاد مرة أخرى ليقول في نفسه : أما هذه فلا يا سيدي أنا لا أستطيع أن أتخلى عن مشرب الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي تربطني وإياه محبة عميقة تجعلني لا أستطيع أن أتتلمذ على سواه .

ومرة أخرى أجابه الشيخ سيدي بوعمامة متوجها بالكلام من جديد إلى أخيه الذي بقي واجما لايدري ماذا وقع للشيخ يخاطبه بهذا الحديث المبهم، حيث قال :لقد قلت لك أن جدك سيدي عبد القادر بن محمد لايسمح لأي من أبنائه أن ينسل عنه إلى غيره . إنك ملزم بحكم النسب أن تشرب من الطريقة الشيخية طريقة جدك وأسلافك . وتواصل الحديث الغريب بين الرجلين . بين سيدي أحمد بن الشيخ الذي كان يتحدث في قرارة نفسه وبين الشيخ سيدي بوعمامة الذي كان مطلعا على سريرة صاحبه بنور ربه ، وكان يجيبه عليها غير مباشرة بتوجيه الكلام إلى أخيه . وعاد سيدي أحمد بن الشيخ ليجيب من جديد في قرارة نفسه دائما :

يا سيدي هذه مسألة لا أطيقها . لاخيار لي في موضوع الطريقة القادرية . كيف أرغب عن الشيخ عبد القادر الجيلاني وهو يأتيني علانية بدون تأخير بمجرد المناداة . وفي هذه المرة اختمر الشيخ سيدي بوعمامة واستدار كاملا نحو سيدي أحمد بن الشيخ مباشرة وعلامات الغضب بادية على وجهه وقال له : وهل الذين معك لم يملأوا لك عينيك أم ناديت عليهم ولم يحضروك : فأطرق سيدي أحمد رأسه وفرائسه ترتعد حياء . أما سيدي بوعمامة فبعد ماسكت هنيهة قال للأخوين : هيا بنا بسرعة نعدو حفاة إلى سيدي سليمان بن بوسماحة فان المشايخ الآن في إجتماع هناك وهم ينادون علينا . ( مع الإشارة إلى أن سيدي سليمان بن بوسماحة يوجد بقرية بني ونيف الجزائرية التى تبعد حوالي 9 كيلو مترات عن الزاوية و 8 كيلومترات من مدينة فيكيك ).

وإنطلق الرجال الثلاثة مسرعين حفاة دون التفات و لا كلام نحو ضريح سيدي سليمان بن بوسماحة . ولما وصلوا دخل الشيخ سيدي بوعمامة وبقي الأخوين ينتظران خارج الضريح . وبعد أن مكث برهة خرج من الضريح وتوجه إليهما بالقول : أن جدكما الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد كلفني أن أبلغكما رسالة . إنه يقول : أيعقل لمن بحوزته منبع الماء الصافي أن يشرب من الساقية، أم يحق لمن كان في حمى السبع أن يخاف الضباع ، والله ثم والله إن من عزف من أبنائي عن مشربي إلى مشرب غيري أنه يأتي يوم القيامة طاويا قربته عطشا ولايجد من يسقيه قطرة ماء . هذا ما أمرني أن أبلغكم فاعتبروا . وإنتهى الحديث بين الطرفين . إنتهى الحديث لأن الشيخ سيدي بوعمامة في هذه المرة لم يكن إلا مبلغا عن شيخه وجده سيدي عبد القادر بن محمد غير آمر كما كان الشأن في بداية الحديث . لقد بلغ الرسالة التي جاء فيها من التقريع والترهيب ما كان كافيا لسيدي أحمد بن الشيخ ليغير موقفه ويتراجع عن إعتناق الطريقة القادرية التي كان قد إبتغاها مشربا . إنه إعلان قاطع وصريح لامجال فيه للمراجعة أو التأويل .

وعاد الركب بعد ما انتهت الزيارة . وظلت قضية المشرب تشغل بال سيدي أحمد بن الشيخ بشكل كبير . صحيح أنه قد تراجع عن الطريقة القادرية وإن كانت صلته بالشيخ الجيلاني لم تنقطع . وصحيح أيضا أن الرغبة في إعتناق الطريقة الشيخية قد تكونت لديه، لكن مشكلته أصبحت من أي الأبواب يدخلها، أي المقاديم يتلقى منه الإذن . إنه لايريد أن يستأذن من أي مقدم كان . إن التغيير المفاجىء الذي طرأ عليه، المتمثل في تنازله الإضطراري عن محبته العظيمة للشيخ الجيلاني جعلته يصير مدللا لا عن سجية . ولم يكن تدخل الشيخ بتلك الكيفية لإرغامه على الرجوع إلى طريقة الأسلاف إلا لما كان يتوسم فيه من قدر خاص ناهيك عن كون القرار يتعلق بعموم الخلف . ولم يكن تنازل سيدي أحمد بن الشيخ الإضطراري عن الطريقة القادرية بالأمر الهين لولا ما رأى من حسم قاطع في الأمر من طرف جده القطب سيدي عبد القادر بن محمد .

هذه المجموعة من العوامل المتناقضة تفاعلت في داخله وتبلورت لتجعله يصير صعب المراس في هذه القضية، على الرغم مما عرف عنه من تواضع عجيب وتربية مثالية عالية . ولقد كان الشيخ سيدي بوعمامة الذي كان يرى بنور الله على بينة مما يعاني منه التلميذ من اضطراب كبير، الشيء الذي جعله يتتبع خطاه عن كتب . وكان تصرف الشيخ هذا في غاية الحكمة والملائمة بالنظر إلى الحالة النفسية الخاصة التي كان يمر بها سيدي أحمد بن الشيخ، وهي حالة تستدعي فترة من الترويض الخاص لمساعدته على قطع الصلة من الحنين الذي كان يراوده تجاه الطريقة القادرية، ومساعدته على التأقلم مع الطريقة الجديدة التي لم يكن يفكر في إعتناقها بسبب جاذبية الشيخ الجيلاني إياه وإن كان يألفها بحكم العادة .

ولما عاد دوار سيدي أحمد بن الشيخ من الصحراء خيم بمقربة زاوية سيدي بوعمامة التي كانت بجانب المعبد المسمى : غينة : المنسوب إلى سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد . ولما وجد نفسه بمحاذاة الزاوية رأى سيدي أحمد بن الشيخ الفرصة مواتية ليعتنق الطريقة، فقرر أن يسبق إلى الجامع في صلاة الفجر ثم ينتظر أول المقاديم دخولا ليلتمس منه الإذن . ولما كان الداخل في اليوم الأول لم ترتح له نفسه قرر أن يعيد الكرة في اليوم الثاني . ولما كان الداخل في اليوم الثاني نفس المقدم الذي دخل في اليوم الأول قرر أن يعيد الكرة في اليوم الثالث . وصادف أن دخل نفس المقدم في اليوم الثالث أيضا . وهنا قلق سيدي أحمد بن الشيخ وقرر أن لا يستأذن منه وقرر أن لا يشرب إلا أن يرسل له الشيخ مباشرة مقدما ترتاح له نفسه . أما الشيخ سيدي بوعمامة الذي كان يرى بنور الله تعالى ما كان يتخبط فيه تلميذه . فقد قرر أن يريحه مما كان فيه من إضطراب .

فقد أتى المقدم المهناني الذي كان يسكن بالعيون سيدي ماخوخ وهو من خيرة المقاديم، أتاه في المنام وأمره أن يذهب إلى سيدي أحمد بن الشيخ ليلقنه الطريقة . كما أتى سيدي أحمد بن الشيخ في نفس الليلة في المنام ليخبره بقدوم المقدم المهناني نزولا عند رغبته، فأصبح يستعد لإستقباله . فلما قدم المقدم المهناني وتصافح الرجلان قال لسيدي أحمد : لقد أتيتك رسولا . فقاطعه سيدي أحمد بن الشيخ عن التو قائلا : إن الذي أرسلك إلي أخبرني البارحة بمجيئك لذا فإنني في إنتظارك منذ الصباح : وتبادل الرجلان خبر الرؤيا . وأخذ عنه الإذن كما كان يريد.

ومن هذه الحادثة المثيرة يمكننا أن نستشف الأمور الآتية على الخصوص :
1) ضرورة إتخاذ الشيخ : لأن الشيخ يكون عالما بأمراض القلب بارعا في معالجتها عارفا بمسالك الطريق متمكنا من تعبيدها ومنصبا لإرشاد الناس إليها . مهمته الأساسية أن يساعد المريد على سلوك الطريق وغايته أن يوصله إلى حدود باب ربه ثم يقول له : الآن أنت وربك : ومعلوم أن الذي لايستند إلى شيخ مرشد يظل عرضة للإنحراف والفتور والتقصير والتردي . كما يبقى فريسة سهلة لمكائد الشيطان ما دام لا يستطيع التخلص بنفسه من مختلف عقبات النفس والهوى . وإتخاذ الشيخ ضرورة لا محيص عنها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ظل مرتبطا بجبريل يراجعه القرآن ويتلقى عنه الوحي ويؤازره في الملمات والشدائد . وإذا كان هذا شأن الرسول الأعظم سيد الكون وخير خلق الله والمحروس بعناية الله الخاصة، فما بالنا نحن نستغني عن الشيخ الذي يأخذ بأيدينا ويدلنا على الله .

ومن جهة أخرى تعتبر قصة نبي الله موسى مع الخضر العبد الصالح دليلا حاسما على ضرورة إتخاذ الشيخ مهما كانت مكانة الإنسان الإجتماعية ومقامه العلمي ولاننسى أن المسلم دائم الإحتياج للتزويد من موارد أساسية ثلاث :
- التربية الروحية عن طريق تزكية النفس وتسويتها .
- التعلم المستمر لكل ما كان ضروريا عينيا أو كفائيا طول العمر.
- فقه الواقع والأولويات لمسايرة ما يجري على الساحة الدولية بإعتبار أن الإنسان إبن عصره . وخيرالأمور أن يكون المصدر متكملا تستمد منه العلوم الثلاث،إلا أنها في الواقع المعاصر تفرقت في شكل تخصصات نتيجة لتفاعلات إجتماعية وسياسية تولدت عبر العصور، حيث أصبحت :

+ التربية الروحية من إختصاص الطرق الصوفية أرباب القلوب على وجه الخصوص .
+ التعليم من إختصاص مختلف حلقات ومدارس العلم التقليدية منها والعصرية .
+ فقه الواقع من إختصاص المدارس الفكرية الحركية التي أصبحت في عصرنا ضرورة ملحة لمواجهة ما يحاك في الخفاء بالعالم الإسلامي من حروب فكرية وثقافية وإجتماعية ومناورات متنوعة .
ولقد اصبح من الواجب أن يكون المسلم المعاصر في نفس الوقت صوفيا وطالب علم وحركيا لمسايرة الواقع المعاش الذي لايرحم حتى لا يظل قابعا لايدري أي مصير تريد له في دهاء تلك الأدمغة الماكرة التي تبذل قصارى الجهود في خفاء لئلا تقوم له قائمة .

2) التأثير بالهمة : يتمتع العارفون بهمم عالية يستطيعون أن يؤثروا بها على من سواهم . فقد إستطاع الشيخ الجيلاني أن يؤثر على سيدي أحمد بن الشيخ بهمته العالية من ناحية وبما ألفه معه من حضور وإستجابة سريعة من ناحية ثانية الشيء الذي جعله ينساق معه ويتناسى ما له مع الطريقة الشيخية من إرتباط . وقد بلغ به التأثير شأوا بعيدا حتى كاد التراجع أن يكون مستحيلا . ومما سبب في قوة وسهولة التأثير كونه كان لايزال لم يعتنق الطريقة بعد . والتأثير بالهمة ثابت في السيرة حيث أن عددا من قريش كانوا يكنون عداوة كبيرة للرسول صلى الله عليه وسلم، وما إن رأوه حتى تبدلت العداوة محبة عالية وآمنوا به ليفدوه بأرواحهم فيما بعد .

3) صراع المشايخ : إذا كانت البداهة العقلية لا تستسيغ لأول وهلة أن يقع الصراع بين الرجال الذين يسبحون في فضاء المعرفة ويحومون في حضرة القلب، فإن هذا الصراع يعود جائزا ومنطقيا إذاعرفنا أن كل حزب بما لديهم فرحون خصوصا وأن المباهاة تقع حتى بين الرسل لمعنى الحديث الشريف : تناسلوا تكاثروا فاني مباه بكم الأمم يوم القيامة : وفي رواية : فاني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة : . فكل شيخ يرغب في تقوية صفه لإعلاء مكانته مادام نصيبه من الأجر يظل ثابتا مع كل فرد من أتباعه . والمباهاة بالنوع بطبيعة الحال تكون أفضل وأرفع . ولما كان سيدي أحمد بن الشيخ يمثل نوعا فريدا في الجودة إتجهت إليه أنظار الشيخين معا كما رأينا، كل منهما كان يرغب في ضمه إلى صفه .

ومما تجدر الإشارة إليه أن الشيخ الجيلاني إكتفي بتأثير الهمة على سيدي أحمد بن الشيخ . فلما رأى رد فعل الشيخ سيدي بوعمامة الذي هو صاحب الحق لم يدخل الصراع عمليا على الرغم من علو مكانته في الميدان لكونه كان على دراية بأولوية الشيخ سيدي بوعمامة على صاحبه بسبب الإنتماء النسبي لهذا الأخير وعدم سماح جده لأبنائه في التسرب عن طريقته . والحالة هذه فقد رأى أن لاجدوى في أن يدخل صراعا ليس من حقه أن يدخله . كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن سهولة تنازل الشيخ الجيلاني عن ضم سيدي أحمد بن الشيخ إليه بعدما كان في حكم المكسب يعتبر من وجه آخر دليلا على مصداقية طرح الشيخ سيدي بوعمامة فيها يتعلق بأولوية سيدي عبد القادر بن محمد على جميع أبنائه وعدم سماحه لهم بالتسرب من طريقته .

4) كما يلاحظ مدى الرفق والمرونة والتدرج في معاملة الشيخ سيدي بوعمامة لسيدي أحمد بن الشيخ بالنظر إلى حالة الإضطراب الكبيرة التي كان يعيشها من جراء إرغامه على التنازل عن طريقة الشيخ الجيلاني . ولقد تأصلت علاقته بالشيخ الجيلاني لدرجة ظل حتى بعد إعتناقه للطريقة الشيخية يلفظ إسمه في مجلس الشيخ سيدي بوعمامة عند كل إنفعال . وكان سيدي بوعمامة ينبهه بليونة وحكمة بقوله : أوليس أولى بالشخص أن يلفظ بشيوخه : . فلما رأى تماديه العفوي في ذلك قال له : أما هذه فقد سامحناك فيها حتى تتنازل عنها بمرور الأيام : . ونشير إلى أن هذا الزجر من طرف الشيخ كما يتبادر لأول وهلة لم يكن من قبيل الغيرة على مريده أو التخوف عليه من التسلل من جديد بقدر ما كان بالدرجة الأولى حرصا منه على جمعه هم القلب على الطريقة حتى يستقيم سيره مادام أي تشتيت للهم أو توزيع للقلب يعتبر عقبة في الطريق تثبط بها الهمة وتفتر العزيمة ويضيع المقصود بانتفاء التجريد .

كما نشير أيضا إلى أن سيدي أحمد بن الشيخ لو لم يكن يتحلى بالتسليم الكامل للشيخ سيدي بوعمامة ومرتبطا بالسليقة بالطريقة الشيخية ما كان لينفصل عن الشيخ الجيلاني ولا أن يستبدل بطريقته طريقة أخرى ولو كانت الطريقة الشيخية نفسها بعد ما كان له معه من الإرتباط ماكان . سند سيدي أحمد بن الشيخ في الطريقة الشيخية العلية

سيدي أحمد بن الشيخ أخذ عن الولي الصالح المجاهد سيدي المقدم المهناني عن قطب الأقطاب سيدي الشيخ محمد بوعمامة بن العربي، عن الشيخين سيدي محمد بن عبد الرحمان وسيدي حمزة بالصبيعات عن الشيخ سيدي أبو بكر الصغير عن الشيخ سيدي النعيمي عن الشيخ سيدي أبو بكر الكبير عن الشيخ سيدي العربي عن الشيخ سيدي الشيخ بن الدين عن الشيخ سيدي بحوص الحاج عن الشيخ سيدي الحاج الدين عن الشيخ سيدي الحاج عبد الحاكم عن أخيه سيدي الحاج أبو حفص عن والده مؤسس الطريقة الشيخية الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد " المكنى بسيدي الشيخ " رضي الله عنهم ونفعنا بسرهم وبركاتهم وسند الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد مشهور في الياقوتة ولله الحمد .

المصدر : سيدي الحاج الشيخ إبن سيدي أحمد بن الشيخ ووارث سره .