sourati

السيد محمد قراشي

السيد محمد قراشي

السيد محمد قراشي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا يوافي نعمه، و يكافئ مزيده، و الصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد إمام التائبين، وقدوة العارفين والصالحين، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
نحمد الله تعالى على هذا الجمع المبارك الذي وفقنا فيه المولى ليشد بعضنا ازر بعض لرفع الهمة و شكر النعمة.

ووفقنا لختمة هذا الأسبوع على الروح الطاهرة للسيد محمد قراشي الملقب بالحاج بن قراش المولود سنة 1935م .




كان هذا السيد المبارك من قبيلة القرارشة المنحدرين من الجزائر من جدهم المعروف والمشهور بسيدي موسى أقراش منضور نسبة إلى جبل منضور ، تيتم سيدي موسى أقراش وهو طفل صغير، تزوجت أمه بالولي الصالح سيدي أحمد المجذوب دفين عسلة بالجزائر ،وأنجبت منه أولادا وبناتا وهذا ما يفسر صلة القرابة التي جمعت بين القبيلتين.

والده هو السيد بحوص بن الشيخ بن قراش وأمه الصالحة السيدة الياقوت بنت بلعيد من قبيلة الرزاينة، توفي بحوص الوالد وهو شاب لم يتجاوز الثلاثة عقود مخلفا وراءه محمد وأحمد وفاطنة أطفالا صغارا أكبرهم ست سنوات ، كفلهم جدهم الشيخ بن قراش بعد وفاة إبنه الذكر الوحيد .
كان الجد ذا مال وجاه، فعندما تقدم به العمر أتى إلى شيخه سيدي أحمد بن الشيخ وطلب منه التكفل بالأحفاد والمال وافق سيدي أحمد فيما يخص الأولاد لكن المال شأن آخر.

عرف الحاج بن قراش بتدينه وصدقه وصراحته وكرمه وسخائه ، كان رحمه الله كريم لليد والنفس باسطهما في أبواب البر والخير والإحسان. عرف عنه الفطنة وحدة الذكاء وسداد الرأي مما أهله بأن يكون من كبار قبيلة أولاد سيدي عبد الحاكم وخاصة القوادر ...كان يستشار في كل المسائل الحاسمة والمصيرية ،و كان يرجع إليه حل الخلافات والصراعات الشائكة بين القبائل لما كان له من مكانة و رجاحة عقل و عذوبة لسان، كان يعول عليه في صعاب الأمور... لبق، حسن الصحبة، بشوش و صاحب نكتة لا يمل جليسه. كان رحمه الله يحترم أولاد سيد الشيخ والشرفاء. أخذ الطريقة الشيخية عن الولي الصالح سيدي محمد الزين رحمه الله، وكانت نيته خالصة في شيخه وفي الصالحين لا يشوبها شك ولا رياء .

كان مصاحبا ومستشارا لسيدي الحاج الشيخ في الأمور المتعلقة بالقبيلة كان يحب إستشارته والأخذ برأيه، كما كانت تجمعه به صلة مصاهرة إذ كان أخ زوجته السيدة فاطنة بنت بحوص وخال لمعظم أولاده.
يوم عرسه أرسلته أمه الياقوت رحمها الله لسيدي الزين ليدعوا له، أجلسه سيدي الزين بجانبه وأهداه خيدوس (سلهام أسود) اذ القرارشة كانوا يتطيرون من الملابس السوداء لا يلبسونها ولا ينتعلونها ، وقال له : ( روح راك أمسرح إن شاء الله، ما تنقاس ما تنباس ) وهذا الموقف كان سببا لتغيير تلك العادة التي كانت سارية عندهم منذ أعوام طويلة.

هاجر للديار الفرنسية قبل السبعينات لكنه لم يمكث بها إلا سنتين ورجع إلى المغرب كان يشتغل بما يسمى بالكسيبة وفقه الله وفتح له أبواب الرزق... ومن مظاهر كرمه رحمه الله تعالى أنه أهدى الأرض المقام عليها الجامع الأحمر ( زاوية سيدي الحاج عبد الحاكم ) و الأراضي المجاورة لها وجعلها وقفا للزاوية..
له كرامات كثيرة جدا في مجال الكرم وحب الصالحين .....
له من الأولاد البررة وهم على نهج والده تربية وأخلاقا وكرما : السيد عبد القادر والسيد بحوص والسيد عبد الكريم والسيد أحمد والسيد أمحمد والسيد عبد الغاني ، وله رحمه الله ثماني بنات...

قام بأداء فريضة الحج سنة 1997م .

وإنتقل إلى رحمة الله تعالى في شهر ماي 2012م.

رحم الله السيد الحاج بن قراش وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء و حسن أولئك رفيقا .
إخواني أخواتي أعتذر كثيرا لأنني مهما قلت ووصفت هذه الشخصية الفريدة سيكون تقصيرا في حقها...
وصل اللهم وسلم وبارك على أشرف الخلق سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

بحث وتحقيق خادم الطريقة الشيخية حاكمي مصطفى غفر الله له