sourati

حول التيس

كرامة : حول التيس


مر ذات يوم السيد زايد بسيدي أحمد بن الشيخ وهو في طريقه إلى مدينة عين بني مطهر وكان يوم سوق ٠ فلما أراد أن ينصرف كلفه سيدي أحمد بن الشيخ أن يشتري له بعض المواد قائلا:

" يا زايد بما أنك ذاهب إلى السوق فإشتري لي كذا وكذا وكذا من المواد وما تبقى معك فإشتره نعناع" ولكنه لم يعطه الدراهم ولم يأمره من أين يقترض أو يقتني المواد إن كان يريد ذلك. ومما زاد إشكالا قوله له: " وما تبقى معك فإشتره نعناع “، يفضل من ماذا؟ ولم تكن له الجرأة الكافية ليسأله. وتابع السيد زايد سيره إلى مدينة عين بني مطهر وهو يتخبط في التفكير ماذا عساه يفعل مع هذا التكليف الغريب ٠ ولم يهتد به التفكير إلى أي حل، ولم يكن لديه شخصيا ما يغطي حتى أدنى ضرورياته. وكانت المفاجأة أنه لما دخل السوق ناداه شخص قائلا:

" تعال أستشيرك يا زايد لقد أتيت بتيس ( ماعز ) كنت عينته لسيدي أحمد بن الشيخ، وقد بلغ من الثمن كذا فما رأيك هل أبيعه وأبعث له الثمن أم أرسله له عينا “. ولم ينتظر السيد زايد أن يجيب على التو قائلا:

بل بعه وهات الثمن لأشتري له بعض المواد كلفني بشرائها" ففعل الرجل وأعطاه الثمن. وكانت مفاجأته أكبر حينما غطى الثمن جميع المواد التي أوصاه بها ثم فضل منه ثمن حزمة من النعناع بالذات لا قرش فوقها ولا نقصان. فسبحان الكريم المنان الذي يرفع عمن شاء من عباده حجب الزمان والمكان ٠

قيل لأحد العارفين كيف ترون الأشياء عن غيب، فأجاب ومن قال لك أننا نرى الأشياء عن غيب، أننا نراها عن شهادة، صحيح أنهم يرون عن شهادة إذا ما انتفت عنهم الحجب الكثيفة للزمان والمكان

والسرائر، وهي الحجب الثلاث التي تميز الغيب النسبي الذي يكشف الله منهم ما شاء لمن شاء من عباده ٠ أما الغيب المطلق ما فوق نطاق هذه الحجب، فيبقى من إختصاص الحق سبحانه وتعالى لا يعلمه إلا هو.

كلمة أخيرة

ها أندا قد أشرفت بتوفيق من الله على نهاية هذا البحث ٠ وإذا كان فيه فعلا شيء يستحق النكر فإنما يكون:

1 - التنبيه إلى ضرورة دراسة حياة الصالحين والإنتفاع بها
2 - التنبيه إلى القيمة الربانية والمكانة الرفيعة لسيدي أحمد بن الشيخ.
3- تحفيز الهمم لمزيد من البحث في سيرة هذا الولي الصالح.
4 - الحث على ضرورة مخاطبة الجيل بلغة تناسبه.

لعلها مجرد بداية أتمنى أن تكون في المسار الصحيح حتى يأتي ما يتلوها صحيحا

كذلك.

فاذا كان ذلك فبفضل الله علي وتوفيقه.

وإن كانت الأخرى فإستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
عليه توكلت وإليه أنيب .

كتاب لله رجال . تأليف ذ. أحمد بن عثمان حاكمي