sourati

مع بني ڭيل

مع بني ڭيل


كرامة أخرى حدثت لجماعة من قبيلة بني ڭيل حينما أقبلوا زائرين إلى زاوية سيدي أحمد بن الشيخ في إحدى سنوات الجفاف. وذلك أن معظم قبائل بني ڭيل كانت طاعة لسيدي أحمد اعتادوا زيارته بانتظام، كما كانوا يزورونه في الظروف الخاصة عند الطوارئ.

ولما كان الحديث يدور في إنتظار الغذاء أشاروا إلى سيدي أحمد بن الشيخ بالتأكيد أنهم إنما جاؤوا يطلبون المطر. فأجابهم بهدوء :

" نرجو الله أن يغيثنا وإياكم بالغيث النافع من فضله الواسع ". فقالوا يا سيدنا نحن إنما جئناك طلبا للمطر. فأجابهم الثانية بنفس الجواب. لكنهم ألحوا عليه قائلين:

نحن إنما جئناك طلبا للمطر وإننا لن ننصرف من ههنا أبدا حتى تضمن لنا سقوط المطر. فلما رأى إلحاحهم في الطلب وتصلبهم في الطرح أجابهم بجدية وحزم قائلا: " إني أراكم يا رجال تلحون في الطلب فوق اللازم. أما وإن كان لابد فاني أنصحكم أن من أراد أن يصل إلى أهله سالما فليهب منذ الآن ولا ينتظر تناول الغذاء. وأما من إنتظر الغذاء ففي سلامته شك. ألا فلينطلق منذ اللحظة كل من كان مركبه ضعيف أو كان ملبسه لباس صيف ولا تتوانوا عن الرحيل من السهول بمجرد الوصول “.




ولما سمعوا كلامه بصيغة جادة قفل أكثرهم راجعين على التو ولم يتخلف إلا أربعة منهم غرورا لكونهم كانوا يركبون من الخيول أعتدها ومن الملابس أجودها. ولما تناولوا طعام الغذاء وقفلوا راجعين بدورهم ما أن توسطوا الطريق حتى إندلعت العواصف الرعدية العتيدة والزوابع الرملية الشديدة فأصبحوا لا يعرفوا إلى أي إتجاه هم ذاهبون. فضلوا الطريق وقضوا المساء كله والليل بأكمله تحت رحمة السماء على ظهور الجياد في حالة يرثى لها من البرد والجوع والبلل حتى أشرفوا على الهلاك. ولم يهتدوا السبيل إلا في اليوم الموالي عندما تحسن الجو حيث عادوا إلى أهاليهم على حافة الضياع.

هذا وقبل أن أختم محور الإستسقاء أذكر كرامة تتعلق بالمطر عشتها شخصيا في هذه الأيام الأخيرة وأنا بصدد ختم هذا البحث. فقد جاء وفد من الزوار من قبيلة بني ڭيل فلقة الرحامنة يتكون من قرابة سبعين رجلا إلى زاوية سيدي أحمد بن الشيخ الكائنة بالظهرة جنوب عين بني مطهر في طلب المطر حيث أقبلوا في يوم صائف في هذه السنة التي لا يخفى جفافها. وكان سيدي الحاج الشيخ قال لجماعته:

" إستعدوا وحصنوا الجامع من المطر فان للزوار القادمين عهد قديم مع سيدي أحمد بن الشيخ وهم قادمون لطلب المطر ولا شك أن الله سيستجيب لطلبهم ". إلا أن الجماعة لم تأبه لقوله. وما أن أتم الزوار تناول طعام العشاء حتى بدأ البرق يلوح من بعيد ثم تلته رعود متلاحقة خلفت مزونا متوالية على كامل الناحية بفضل الله. وليس ذلك بعزيز على الله إذا كان للزائر قصد قاطع وللمزور مكان الزلفى عند الله.