sourati

بشارة المقبرة

بشارة المقبرة


ومن الكرامات المعلومة عنه كذلك أنه مر ذات يوم فارسا ببلدة تسمى لمواطر ( ناحية جرادة ) ، وكان مرفوقا بشخصين منهما إبن عمه سيدي المير صاحب سره الذي كان لا يبارحه ٠ فبينما هم في الطريق إذ مروا بمقبرة قديمة دفن بها جماعة من قبيلة حميان ٠ فتوقفوا عندها قليلا إستغفروا لأهلها ما شاء الله ثم واصلوا السير . وبعد أن قطعوا بضعة مئات الأمتار توقف سيدي أحمد بن الشيخ وإلتفت إلى المقبرة التي برحوها ثم توقف معه الصاحبان . وبعد هنيهة من السكوت قال للصاحبين :

هل تريان تلك المقبرة ؟ فأجابا نعم . ثم قال هل تريان بها شيئا ؟ فأجابا لا نراها إلا مقبرة عادية شأن جميع المقبرات ٠ وبعد أن أطرق مليا قال لهما :




"إنها مقبرة تعلوها نورانية ، إنها مقبرة مرحومة " وسكت . ثم تابعوا السير نحو جرادة . ولم يجرؤ أي من الصاحبين أن يسأله مزيدا من التفصيل عن سر الرحمة والنورانية التي قال في شأن المقبرة.

ووالى الزمان طي الأيام ، ومرت السنون تباعا ، وجاءت لحظة لواح سر تلك الكلمات وتحققت على أرض الواقع . وذلك أن سيدي أحمد بن الشيخ حينما دنا أجله حل ضيفا بهذه البلدة بالذات ووافته المنية بها وتم دفنه بذات المقبرة التي قال في حقها تلك الكلمات . وهي المقبرة التي تعرف اليوم بإسمه على بعد حوالي 5 كيلومترات شرق مدينة جرادة ٠ وقد كان لكلامه فيما يبدو عدة معان :

- فمن ناحية كان يعني أخباره بمكان دفنه ،
- ومن ناحية ثانية أخباره بما سيؤول إليه شأن المقبرة بعد دفنه بها بعدما أصابها البلى وخيم عليها النسيان ،
- ومن ناحية ثالثة يعني أن يكون كل من يدفن بها مرحوما إن شاء الله ،

أما دفنه بها فقد تم فعلا :

وأما شأن المقبرة فقد علا فعلا لكونها أصبحت مزارا معلوما يقام عليه موسم سنوي ، أما رحمة ما بها من أموات فما ذلك على الله بعزيز ما دام سبحانه عند ظن عبده به ولا يرد سؤال من والاه ٠ للإشارة كانت هذه المقولة حافزا للعديد من الناس أن يوصوا بدفنهم بتلك المقبرة ،
وهذا هو السر في كون العديد من الأموات تنقل إلى تلك المقبرة بالذات ولو لمسافات بعيدة في الوقت الذي يعزف عن دفنهم في المقبرات المجاورة بالغة ما بلغت من القرب والشهرة .